الثلاثاء، 12 مارس 2013

عندما تعشعش العشوائية وتشيع..


ما يحدث في الدرفلة الطولية يجوز أن نطلق عليه (حارة نسيها الزمن)..
أو (حارة كل من إيدو إلو)، أو (ضيعة ضايعة)..
وهو وصفٌ يَصْدُقُ على الشركة كلها على أية حال..
فهذا مسؤولٌ سابق يحل مشكلة انسداد مجاري دورات المياه باقتراح مشروع دورات مياه خارجية، كان يأمل أن يتطوع العاملون أنفسهم ببناءها، فما هي إلاَّ سيارة "بومشي" وأخرى رمل وبضعة أكياس شيمنت.. سو وات يعني..!!!.

(ملاحظة: أُدرج هذا المشروع في عدة ميزانيات تقديرية كان آخرها (2013)، تحت بند: تنفيذ حمامات خارجية بإدارة الدرفلة الطولية، الذي رُحِّلَ عدة سنوات وعُدِّلَت تكلفته عدة مرات لتقفز من "25,000" دينار إلى "95,000" دينار.)..
ولا نريد أن نعلق على هذا المشروع حتى لا ندخل في مراحيض الكلام...
وهذا مسؤولٌ آخر سابقٌ عاث في أرجاء مصانعها عبثاً، بدعوى التطوير والتجديد والتغلب على المشاكل، فانتزعت آلات من مكامنها، واختفت معدات من أماكنها، واُطلق العنان لأيدي العناد والإفساد..
وهذه العشوائيات التي تعشعش في كل أرجاءها ويزداد عددها يوماً بعد يوم، وهي على كل حال موضة عامة في الشركة يسكت عنها "الشيوخ" حتى لا ينزعجوا بمطالبات حقوقية، "إن" بُعِثَ العاملين من مواتهم أو سُباتهم العميق..
لا نريد أن نُقَلِّبَ مواجع "الميزانية" كلها فما فينا يُكفينا، وهي جديرةٌ بأن تُدعى "ميزانية العشوائيات" أو "الميزانية العشوائية"..
ولكن نأخذ نتفةً من هذه المواجع..
فما يقام الآن في خطي الدرفلة في منطقة التشطيبات النهائية، يُعَدُّ ضربةً "قاضيةً" لكل منطقٍ وفكرٍ، وكارثة "قاصمة" لكل ظهر..
هكذا يقول نص المشروع كما أُدرج بالميزانية التقديرية لعام (2013):
(تسوية مكان حصيرة تجميع القطاعات بمنطقة التشطيبات بالخط الأول والثاني التي تم تخريدها وإقامة عدد 2 مكاتب ومصلى وكذلك معدات استقامة القطاعات بمنطقة الشحن بالخط الأول والثاني -درفلة القضبان والأسياخ- جديد 2013م.- 0.2 مليون دينار.)..
ولن نعلق هنا كذلك من الناحية الفنية أو الذوقية أو من ناحية السلامة العامة وغيرها...
أما آخر البدع.. فما طرق أسماعنا من الذي أتانا وأراد إمتاعنا مُهَلِّلاً مُتَهَلِّلاً مُبَشِّراً، فقد تحولت الـ"Area Canteen"، أو المطعم الملحق بمصانع القضبان والأسياخ إلى مكاتب، فليهرع السابقون السابقون إلى حجز أماكنهم، فهم ثُلةٌ من الأولين وقليلٌ من الآخِرِين..
هذا المكان الذي صُمِّمَ وأُعِدَ وجُهِّزَ ليكون لائقاً بالعاملين محترماً لبشريتهم، حتى لا يتناولوا وجبات إفطارهم في الخلاء وتحت الشجيرات وفي المخابيء كالقطط والكلاب كما حدث ويحدث، هذا المكان الذي لم يفتح أمامهم إلاَّ أياماً معدوداتٍ في زمنٍ غابر،
ثم دار عليه الزمان بدورته فتنقل بين عدة جهات ولمختلف الأغراض إلاَّ الغرض الذي بُنيَ من أجله، كان آخرها تقسيمه مكاتب لإدارة مشروع لصالح شركة أفلست..
لقد حوصر المبنى بذلك النبت السرطاني الشيطاني المسمى "الخط المزدوج لدرفلة الأسياخ"، فطوقه من جهتين بهيكل حديدي هو ساحة العروق، بعد أن كان بمنأى ومأمنٍ عن مخاطر السلامة العامة..
الكلمة المشتركة أو "المفتاح" لأول الكلام وآخره هي (حجرات التغيير-Changing room)..
وهي كلمة مكروهة لأنها تُذكر بماضٍ لا يُشَرِّف، بسطنا له مقالاً في أوليات المدونة..
خلاصة القول..
لن يعود لهذه الشركة مجدها وعزها حتى تعود لأصلها..
فابحثوا عن الأصل ولا تتجاهلوه إن كنتم صادقين..
وإلاَّ فـ..
إننا نكتب سطوراً في "مرثية" هذه الشركة المنكوبة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق