الأحد، 10 مارس 2013

الأراء المرتعشة...


كل إنسان حي تدور في باله بعض الأفكار والخواطر، وهذه الأفكار اما مكتسبة من المجتمع ووسائل الإعلام والقراءة، أو هي نتيجة تحليل لما يصلنا من معلومات، وفي كل الأحوال فإن كل إنسان حي لا بد له من أراء بعضها يكون مشتركاً مع الأخرين، وبعضها يكون فريداً خاصاً به.
والأراء هي دليل العقل وتميز الانسان، كما أنها دليل الإنسانية، ويبقى وجودها دليل على الحياة في داخل الواحد منا، لكن يتغير كل شيء وتتحول إلى وسيلة قتل لعقولنا في حال ارتعشت!
واقصد بارتعاش الأراء عدم التعبير عنها والدفاع عن صحتها لأننا نخشى ردة فعل الأخرين، أو نخشى كونها غير صحيحة وتعرضنا للإحراج، فنجعلها دوامة في داخلنا فقط من دون مجاهرة حتى لا يقال عنا مخطئون، فتكون مترددة مرتعشة في عقولنا، ولا نعرف إن كانت فعلاً صحيحة أم لا.
ويؤدي حفظ هذه الأفكار المرتعشة في داخلنا إلى تلفها وتعفنها وتحولها إلى مادة سامة في العقول، وبالتالي تتحول الأراء من نعمة إلى نقمة، فتؤدي إلى ضغوط نفسية هائلة تجعل حياتنا مرة المذاق، والبعض تتطور معه الحالة، فيخرج بعض المتسممين بهذا المرض ليشجعوا كبت الأراء أكثر وأكثر هادفين إلى تسميم المجتمع بأكمله بمرضهم.
الأراء خلقت كي يتم طرحها.. وخلقت كي تؤكد أنك إنسان وليس كي نخشى طرحها!
...............................................................
الكاتب: محمد عواد.
موقع: تأملات من أجل الثقافة.
http://www.taamolat.com/2013/02/blog-post_8993.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق