في الفترة الماضية، قامت إدارة الشركة بدعوة شيخين فاضلين -نحسبهما كذلك ولا نزكي على الله أحدا-، لإلقاء محاضرة بعنوان (أطب مطعمك)، وكانت المحاضرة تهدف إلى أن يتحرى العاملين الكسب الحلال، ولا يلوثوا كسبهم بشبهة حرامٍ مهما كانت، ومن ذلك الحرص على الانضباط والمواظبة في الحضور والانصراف، وتسخير وقت العمل لإنجاز المطلوب من العاملين، وإجادة العمل وإتقانه..
ورغم أن كل ما قيل في المحاضرة يعتبر من البديهيات، أو من المعلوم من الدين بالضرورة، ولا نعتقد أن أغلب العاملين يجهل ما تعرضت له المحاضرة، فإن الشركة قامت بتوزيع نسخٍ صوتية منها على شكل أقراص مدمجة بالتعاون مع إذاعة الهدى، ليتم تعميمها على العاملين.
ولا نشك إطلاقاً أن هدف إدارة الشركة لم يكن حرصاً منها على أن يتحرى العاملين الحلال، بقدر ما كان حرصاً منها على أن يروضوا للعودة إلى سابق عهد الشركة، من كونها مجرد "محجرٍ" لحجز مجموعةٍ من البشر لفترةٍ محددةٍ من اليوم، كما كان يفعل العهد السابق مع كل الليبيين؛ وهو ما أبداه وصرح به رئيس مجلس الإدارة في تعقيبه على المحاضرين..
ولا نقصد بهذا أن هذا الهدف غير مشروعٍ أو غير مطلوبٍ لذاته، ولكننا نقول أن هذا ليس وقته الآن، فهناك أمورٌ أخرى أهم وأجدى، كما أن الحرص على هذا الأمر يزيد من التوتر الحاصل، والذي يجب العمل على تفاديه والابتعاد عنه قدر الإمكان، ومن هنا جاء موقفنا المخالف للإدارة..
ويحضرني هنا ما تقوم به سلسلة محلات مكدونالدز (McDonalds) للأطعمة السريعة (Fast Food)، حيث كانت توفر للعاملين فيها أشرطة فيديو لمشاهدتها أثناء فترات الراحة، والتي كانت لا تتجاوز 10 دقائق، يراجعون فيها معايير العمل وطرقه وإجراءاته وتسلسله، ويتم تكرار هذه المشاهدة في كل فترة راحة، ومن خلال التكرار تكتشف الأخطاء وتبرز النقائص أو الفروق عن المعيار المعتمد، كما أن المعيار يصبح عادةً تحفظ عن ظهر قلب، لا تخطيء ولا تزيغ..*
فهلاَّ قامت شركتنا الموقرة بطبع ونشر معايير العمل وأدلة التشغيل والصيانة، والصيانة الانتاجية الشاملة (TPM)، وتنظيم مكان العمل (Gemba Kaisen)، أيضاً دورات السلامة العامة والاسعافات الأولية وغيرها من إجراءات العمل الفنية والإدارية، بحيث يتم توزيعها على مختلف التقسيمات الإدارية في هيئة اسطوانات مدمجة أو نشرها على الشبكة الداخلية؟؟..
إن هذه الفكرة ستجعل من فترات الراحة أو الفترات الخالية من العمل، مدرسةً للتحصيل الفني ومعهداً لرفع الكفاءة لجميع العاملين..
فهل نكون مخطئين؟؟..
--------------------------------------------------
* كما جاء في كتاب "التشوق للتفوق".
ورغم أن كل ما قيل في المحاضرة يعتبر من البديهيات، أو من المعلوم من الدين بالضرورة، ولا نعتقد أن أغلب العاملين يجهل ما تعرضت له المحاضرة، فإن الشركة قامت بتوزيع نسخٍ صوتية منها على شكل أقراص مدمجة بالتعاون مع إذاعة الهدى، ليتم تعميمها على العاملين.
ولا نشك إطلاقاً أن هدف إدارة الشركة لم يكن حرصاً منها على أن يتحرى العاملين الحلال، بقدر ما كان حرصاً منها على أن يروضوا للعودة إلى سابق عهد الشركة، من كونها مجرد "محجرٍ" لحجز مجموعةٍ من البشر لفترةٍ محددةٍ من اليوم، كما كان يفعل العهد السابق مع كل الليبيين؛ وهو ما أبداه وصرح به رئيس مجلس الإدارة في تعقيبه على المحاضرين..
ولا نقصد بهذا أن هذا الهدف غير مشروعٍ أو غير مطلوبٍ لذاته، ولكننا نقول أن هذا ليس وقته الآن، فهناك أمورٌ أخرى أهم وأجدى، كما أن الحرص على هذا الأمر يزيد من التوتر الحاصل، والذي يجب العمل على تفاديه والابتعاد عنه قدر الإمكان، ومن هنا جاء موقفنا المخالف للإدارة..
ويحضرني هنا ما تقوم به سلسلة محلات مكدونالدز (McDonalds) للأطعمة السريعة (Fast Food)، حيث كانت توفر للعاملين فيها أشرطة فيديو لمشاهدتها أثناء فترات الراحة، والتي كانت لا تتجاوز 10 دقائق، يراجعون فيها معايير العمل وطرقه وإجراءاته وتسلسله، ويتم تكرار هذه المشاهدة في كل فترة راحة، ومن خلال التكرار تكتشف الأخطاء وتبرز النقائص أو الفروق عن المعيار المعتمد، كما أن المعيار يصبح عادةً تحفظ عن ظهر قلب، لا تخطيء ولا تزيغ..*
فهلاَّ قامت شركتنا الموقرة بطبع ونشر معايير العمل وأدلة التشغيل والصيانة، والصيانة الانتاجية الشاملة (TPM)، وتنظيم مكان العمل (Gemba Kaisen)، أيضاً دورات السلامة العامة والاسعافات الأولية وغيرها من إجراءات العمل الفنية والإدارية، بحيث يتم توزيعها على مختلف التقسيمات الإدارية في هيئة اسطوانات مدمجة أو نشرها على الشبكة الداخلية؟؟..
إن هذه الفكرة ستجعل من فترات الراحة أو الفترات الخالية من العمل، مدرسةً للتحصيل الفني ومعهداً لرفع الكفاءة لجميع العاملين..
فهل نكون مخطئين؟؟..
--------------------------------------------------
* كما جاء في كتاب "التشوق للتفوق".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق