في نهاية دوام هذا اليوم الخميس 28 فبراير 2013م.، وفي الخط الثاني لمصنع درفلة القضبان، لفت انتباهي بعض الفنيين ومشرفهم وهم يتعالجون مع إحدى المعدات، فعرجت عليهم لأستطلع الأمر، فإذا بي أرى مشهداً بائساً لا يسر الناظرين..
رأيتهم يتحركون في بحر من الشحوم الملوثة بالسناج، فهو بين أيديهم وخلفهم وعن أيمانهم وشمائلهم ومن فوقهم وتحت أرجلهم، ظلماتٍ بعضها فوق بعض إذا أخرج أحدهم يده لم يكد يراها، وخطر الانزلاق والتعثر والاصطدام محذقٌ بهم..
هذه المعدة هي إحدى المعدات التي تم "تحويرها" من النظام الميكانيكي إلى النظام الكهربائي، بعد أن "فشلت" الإدارة في صيانتها والمحافظة عليها، حتى وصل الأمر إلى حدِّ جَرِّ الصالحةِ منها بالجرار الزراعي -التراتوري- جراً على الأرض كأنها محراث، ليتم تبادلها بين خطوط الدرفلة، بعلم أساطين الدرفلة الطولية ورضاهم في ذلك الوقت..