قصة.. وتساؤلات.. معالجة الأمور التافهة.. ذهبٌ مدفون..*

أحد المديرين عندما تمت ترقيته أعلن سياسة الباب المفتوح، إلاَّ أنَّه فُوجيءَ بأنَّ أحداً من المرؤوسين لم يأت، لأن الجميع افترضوا أنَّ ذلك مجرد شعارٌ أجوف، فما كان منه إلاَّ أنْ أزال باب مكتبه ووضعه في صالة الاستقبال كشاهدٍ على سياسته، وكان يُركِّز على معالجة المشاكل الصغيرة والتافهة، فهي التي تسبب الإحباطات المزمنة، ولكنَّه كان يرى أنَّ هذه المتاعب الصغيرة، والتي كان يهملها باقي المديرين، كانت تعد من أهم أسباب اختفاء المبادرة الفردية في العمل.
وفي أول شكوى نتيجة سياسته للباب المفتوح جاءت من أحد العمال، كان قد تقدم بالعديد من الشكاوى سابقاً، لأنَّ إحدى الآلات المعقدة التي يعمل عليها لا يتم صيانتها بطريقة صحيحة، وأنَّ من الصعب عليه العثور على بعض الأدوات عندما يحتاج إليها، وقد شعر أنَّ المسؤولين الآخرين يسيئون فهمها لاعتقادهم بأنه يرغب في الاحتفاظ بالأدوات ليستخدمها هو بشكل أناني فقط، وفي النهاية توقف عن الشكوى وشعر بالظلم.
استمع المدير ثم أتخذ قراراً تجاه هذه المشكلة.
في النهاية عالج مئات الأشياء الصغيرة التي كانت تعرقل موظفيه عن تقديم أفضل ما لديهم، والنتائج:
- انخفضت دورة العمل إلى 50 %.
- زادت الإيرادات بنسبة 33 %.
الأشياء الصغيرة التي لا يهتم بها أحد تجعل أسوأ ما فينا يبرز، ومن ثم تدمرنا.
-------------------------------------------
* من كتاب (260 قصة نجاح) د. محمد فتحي.  
......................................
تُرى:
- كم من مديرينا يمارس هذه السياسة؟؟..
- وإذا مارسوها، فكم منهم يتفاعل معها؟؟..
- وهل يوجد في يوميات مديرينا -إن كانت لديهم يوميات- ساعةً لجولةٍ تفقدية ميدانية؟؟..
- هل لدى العاملين الشجاعة الكافية ليطرقوا أبواب المدراء؟؟..
- وهل لدى المدراء الشجاعة الكافية ليواجهوا رؤوساءهم؟؟..
- وهل تنمو الثقة بين العاملين والإدارة مع وجوب صرف أتفه أدوات العمل كعهدة شخصية؟؟..
- أين صناديق الشكاوي أو الاقتراحات أو كلاهما معاً؟؟..
- كم من العاملين على مستوى الشركة لديهم حزام عُدد (toolbelt)؟؟..