الأحد، 7 أبريل 2013

مواعظ كهنة المعبد..


توقفت عند البوابة بمحاذاة شبلٍ من أشبال الكشافة، مدَّ لي وريقة حسبتها إحدى المنشورات التوعوية لحملة من الحملات، تدعو إلى التوقف والامتناع عن التدخين، أو ترشيد استهلاك الكهرباء والماء، أو الحذر من أحد المنتجات الغذائية أو الدوائية، أو الدعوة إلى منشطٍ من المناشط، إلى غير ذلك مما اعتاده الناس في دنياهم..
شكرت شبل الكشافة، الذي يقف في هذا الصباح الباكر في مكانٍ يعج بالعمال والموظفين، كي يقوم بهذا العمل متطوعاً دونهم.
لم انتظر حتى أصل إلى مكان العمل، واطلعت على الوريقة فإذا بها نسخةٌ معدلةٌ من منشورٍ سابقٍ، ولكن دون شعارٍ أو اسمٍ للجهة التي قامت بطبعه، ولكن رقم المنشور يؤكد أنه من إصدارات الشركة. (خ//2013/99).
المنشور يقول:
كفانا..
أخي العامل..
كل لحمٍ نبت من سُحتٍ.. فالنار أولى به..
فلا تُطعم أهلك وأبناؤك مالاً حراماً...
أبناؤنا فلذات أكبادنا...
فلا تجعل للمال الحرام إليهم سبيلاً..
كفانا.. أخذك للمرتب دون التزامك بعملك..
كفانا.. الخروج وعدم التواجد بالشركة..
كفانا... كفانا.... كفانا...
...................
ثم وجدت الكثير من هذه المنشورات ملصقة في عدة أماكن من الشركة.. تماماً كما حدث من قبل..
قلت لعل الذي أصرَّ على إعادة الطبع والنشر قد استكثر مخزون الورق بالشركة فأراد أن يتخلص منه بطريقة مفيدة نافعة، حتى لا تنتهي صلاحيته ويباع بالمزاد..
أو لعل الدفعة السابقة من المنشورات والملصقات قد أقنعت الكثير من المستهدفين بها، فأراد أن يقنع البقية الباقية إن أراد الله أن يهديهم على يديه..
ولكن ماذا إذا كان العكس..
فاستهلاك الورق الذي طبعت عليه المنشورات والملصقات لا شك بأنه سيؤثر على البيئة في كوكب الأرض، حيث تستنزف رئة الأرض في عملٍ معادٍ مكرر، ينبغي التوقف عنه رحمةً بالكائنات التي تساكننا الكوكب..
كذلك إذا لم يحصل المقصود من الدفعة الأولى من المنشورات والملصقات، كان ينبغي التوقف ومراجعة أسباب عدم نجاحها..
ولعل مخاطبة الأشخاص الذين يأكلون المال الحرام والسحت مباشرةً، أجدى وأوفر كلفةً للشركة وللمال العام..
ولنعود إلى مواعظ كهنة المعبد..
ورد في محضر اجتماع الجمعية العمومية للشركة، المنعقد بتاريخ 2012/07/03م بطرابلس-ليبيا، ما نصه: 
ثالثاً: تصرف مكافأة شهرية لرئيس وأعضاء مجلس الادارة قيمتها (1500 د.ل. للرئيس)، (1000 د.ل. لكل عضو من الأعضاء).
ونحن نسأل الوعاظ لو أن رئيس مجلس الإدارة ليست له وظيفة أصلية غير وظيفته كرئيس لمجلس الإدارة، وكذلك بعض الأعضاء الآخرين الذين ليست لهم وظائف أصلية (حقيقية)، فهل ما يتقاضونه من مكافأة "رمزية" إلى جانب مرتباتهم الأصلية يعتبر مالاً حلالاً؟؟..
طبعاً الجواب الجاهز.. نعم..
بحكم القانون وقرار الجمعية العمومية فما يتقاضاه هؤلاء هو أحلُّ الحلال..
إلاَّ أن "سلطان المفتين" يأبى ذلك ولا يقبله..
فلا يصح أن يتقاضى موظف مرتبين عن وظيفة واحدة، والمكافأة الشهرية كهذه تعتبر مرتب مجزٍ ولا شك..
فمن أولى بمنشوراتكم وملصقاتكم؟؟؟...
هنا يجب علينا رمي هذه المنشورات والملصقات في وجوه كهنة المعبد، ونقول بملْ أفواهنا:
إذا كان أولئك يأكلون حلالاً.. فلا تتوقفوا عن رمينا بحجارتكم.. 
ولن نحيل الوعاظ إلى أقوال الفقهاء والعلماء، لأن بعضهم حوَّل الدِّين إلى أفيون العمال..
ورحمةً بغابات الأمازون..
كفاكم.. كفاكم.. كفاكم.. مواعظ ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق