.......................................
هذه واحدة من قصص الفساد في عهد الفوضى السابقة، أبطالها أحد محسوبي اللجان الهمجية الذي ترأس قمة الشركة، وبعض المدراء من ضعاف النفوس الذين لم يشاؤا أن يسجلوا مواقف وطنية في تاريخهم..
إنها مأساة تسمى "الخط المزدوج لدرفلة الأسياخ" أحد مصانع الإدارة العامة للدرفلة الطولية..
كان للنفخة الثورية المزعومة دورٌ أساسي لتقديم دليل ولاء وفناء في خدمة "هُبل العصر"، وذلك بالبحث عن كل ما يبيض وجه رأس الشركة أمام ذلك المخلوق..
فبعد فكرة "درفلة القضبان بالشق"، تفتقت الأذهان عن فكرة استغلال خطي درفلة الأسياخ، الموجودين بمصانع درفلة القضبان والأسياخ، حيث أنهما لا يعملان إلاَّ مدة "شهرين" تقريباً في العام، لإنتاج ما يغطي الاحتياج من الأسياخ في السوق المحلي، حسب دراسات أعدت عند تصميم مصانع ووحدات مجمع الحديد والصلب.
فطلبت الإدارة العليا من شركة كوبي للصلب المحدودة بتقديم مقترح إلى جانب المقترح المطروح من قبل -أمين لجنة الإدارة د. مفتاح اعزوزة- والذي اختار أن يقحم معدات إضافية مكملة داخل مصنع القضبان تفي بتكوين مصنع متكامل لدرفلة الأسياخ.
وبعد أن استبعدت مقترح إقامة المصنع بين مصنعي درفلة القضبان والأسياخ ومصنع القطاعات، قامت شركة كوبي للصلب بتقديم عرضها في صيغة (3) مقترحات، أولها مقترح أمين لجنة الإدارة، ومقترح ثانٍ بنقل المعدات الموجودة واستكمالها بالمعدات الناقصة وتجميع ذلك كله في مبنى مجاور وموازٍ للمصنع الرئيسي، وبطاقة انتاجية حوالي (400) ألف طن من الأسياخ، ومقترح ثالث بترك المصنع كما هو عليه وإنشاء مصنع جديد بالكامل تقدر طاقته الانتاجية بحوالي (800) ألف طن من حديد القضبان والأسياخ..
عُقدت عدة اجتماعات لهذا الغرض في شهر أبريل عام 1991م. وكان رأي كل من المهندسين الليبيين واليابانيين هو عدم إضافة أي معدات أو تغييرات على المصنع الحالي، لتأثيره على بيئة العمل وصعوبة الحركة وعمليات المناولة وغيرها من الأمور التشغيلية..
لكن عناد وإصرار أمين لجنة الإدارة، وكان يمثله مدير عام الدرفلة الطولية -آنذاك-، قلب كل الموازين، متعللاً بأن إنشاء مبنى جديد للمصنع يزيد من التكلفة الغير مرغوب فيها، وتحولت الاجتماعات إلى كيفية تنفيذ رغبة أمين لجنة الإدارة فقط..
وهكذا بدأت المأساة..
وبعد تنفيذ المشروع من قبل شركة (Danieli) الإيطالية، برزت على السطح عدة مشاكل، منها مشكلة التهوية، ومشكلة ورشة الدرافيل ونقل ومناولة المعدات بينها وبين خطوط الدرفلة، ومشكلة حجرات الكهرباء، التي تبرع المدير العام بحلها، بأن منح حجرات التغيير المخصصة للعاملين كمكان مناسب لحجرات الكهرباء، ومشكلة ضيق ساحات العمل بخط الدرفلة..
مشكلة وحدة الدرفلة المدمجة (Monoblock Mill):
بدأت هذه المشكلة وتصاعدت منذ أن أهملت الإدارة -الصيانة- أعمال الكشف والمراقبة والإلتزام بمعيار العمل (work standard) الخاص بها وبغيرها، وكان لب المشكلة هو منظومة التزييت (CCC) الخاصة بوحدة الدرفلة المدمجة والتي تستهلك سنوياً (30,400) لتر سنوياً من زيت (Mobil Vacouline 525)، أدرك فريق المساعدة الفنية التي يقدمها المقاول أنه يجب تغيير زيت المنظومة بسبب تلوثه وكثرة الشوائب، الأمر الذي يؤدي إلى تلف الكثير من القطع والأجزاء لهذه الوحدة..
ولكن، لأمر ما، رفضت إدارة الصيانة فكرة تغيير الزيت، رغم الطلب المتكرر من المساعدة الفنية ومشرفي صيانة الدرافيل المسؤولة عن قوائم الدرفلة في هذه الوحدة.وبمرور الوقت تفاقمت المشكلة، وانخفض مستوى الزيت في خزان المنظومة، حتى بلغ مرحلة الخطر، وأصبح معدل تغيير القوائم يفوق أحياناً معدل تغيير الموجهات، وهو ما دق ناقوس الخطر الجدي، فما كان من الادارة العامة إلاَّ التقدم بمشروع لتغيير وحدة الدرفلة المدمجة، وساقوا الكثير من المبررات والأعذار التي هي أقبح من الذنب العظيم..
هذه واحدة من قصص الفساد في عهد الفوضى السابقة، أبطالها أحد محسوبي اللجان الهمجية الذي ترأس قمة الشركة، وبعض المدراء من ضعاف النفوس الذين لم يشاؤا أن يسجلوا مواقف وطنية في تاريخهم..
إنها مأساة تسمى "الخط المزدوج لدرفلة الأسياخ" أحد مصانع الإدارة العامة للدرفلة الطولية..
كان للنفخة الثورية المزعومة دورٌ أساسي لتقديم دليل ولاء وفناء في خدمة "هُبل العصر"، وذلك بالبحث عن كل ما يبيض وجه رأس الشركة أمام ذلك المخلوق..
فبعد فكرة "درفلة القضبان بالشق"، تفتقت الأذهان عن فكرة استغلال خطي درفلة الأسياخ، الموجودين بمصانع درفلة القضبان والأسياخ، حيث أنهما لا يعملان إلاَّ مدة "شهرين" تقريباً في العام، لإنتاج ما يغطي الاحتياج من الأسياخ في السوق المحلي، حسب دراسات أعدت عند تصميم مصانع ووحدات مجمع الحديد والصلب.
فطلبت الإدارة العليا من شركة كوبي للصلب المحدودة بتقديم مقترح إلى جانب المقترح المطروح من قبل -أمين لجنة الإدارة د. مفتاح اعزوزة- والذي اختار أن يقحم معدات إضافية مكملة داخل مصنع القضبان تفي بتكوين مصنع متكامل لدرفلة الأسياخ.
وبعد أن استبعدت مقترح إقامة المصنع بين مصنعي درفلة القضبان والأسياخ ومصنع القطاعات، قامت شركة كوبي للصلب بتقديم عرضها في صيغة (3) مقترحات، أولها مقترح أمين لجنة الإدارة، ومقترح ثانٍ بنقل المعدات الموجودة واستكمالها بالمعدات الناقصة وتجميع ذلك كله في مبنى مجاور وموازٍ للمصنع الرئيسي، وبطاقة انتاجية حوالي (400) ألف طن من الأسياخ، ومقترح ثالث بترك المصنع كما هو عليه وإنشاء مصنع جديد بالكامل تقدر طاقته الانتاجية بحوالي (800) ألف طن من حديد القضبان والأسياخ..
عُقدت عدة اجتماعات لهذا الغرض في شهر أبريل عام 1991م. وكان رأي كل من المهندسين الليبيين واليابانيين هو عدم إضافة أي معدات أو تغييرات على المصنع الحالي، لتأثيره على بيئة العمل وصعوبة الحركة وعمليات المناولة وغيرها من الأمور التشغيلية..
لكن عناد وإصرار أمين لجنة الإدارة، وكان يمثله مدير عام الدرفلة الطولية -آنذاك-، قلب كل الموازين، متعللاً بأن إنشاء مبنى جديد للمصنع يزيد من التكلفة الغير مرغوب فيها، وتحولت الاجتماعات إلى كيفية تنفيذ رغبة أمين لجنة الإدارة فقط..
وهكذا بدأت المأساة..
وبعد تنفيذ المشروع من قبل شركة (Danieli) الإيطالية، برزت على السطح عدة مشاكل، منها مشكلة التهوية، ومشكلة ورشة الدرافيل ونقل ومناولة المعدات بينها وبين خطوط الدرفلة، ومشكلة حجرات الكهرباء، التي تبرع المدير العام بحلها، بأن منح حجرات التغيير المخصصة للعاملين كمكان مناسب لحجرات الكهرباء، ومشكلة ضيق ساحات العمل بخط الدرفلة..
مشكلة وحدة الدرفلة المدمجة (Monoblock Mill):
بدأت هذه المشكلة وتصاعدت منذ أن أهملت الإدارة -الصيانة- أعمال الكشف والمراقبة والإلتزام بمعيار العمل (work standard) الخاص بها وبغيرها، وكان لب المشكلة هو منظومة التزييت (CCC) الخاصة بوحدة الدرفلة المدمجة والتي تستهلك سنوياً (30,400) لتر سنوياً من زيت (Mobil Vacouline 525)، أدرك فريق المساعدة الفنية التي يقدمها المقاول أنه يجب تغيير زيت المنظومة بسبب تلوثه وكثرة الشوائب، الأمر الذي يؤدي إلى تلف الكثير من القطع والأجزاء لهذه الوحدة..
ولكن، لأمر ما، رفضت إدارة الصيانة فكرة تغيير الزيت، رغم الطلب المتكرر من المساعدة الفنية ومشرفي صيانة الدرافيل المسؤولة عن قوائم الدرفلة في هذه الوحدة.وبمرور الوقت تفاقمت المشكلة، وانخفض مستوى الزيت في خزان المنظومة، حتى بلغ مرحلة الخطر، وأصبح معدل تغيير القوائم يفوق أحياناً معدل تغيير الموجهات، وهو ما دق ناقوس الخطر الجدي، فما كان من الادارة العامة إلاَّ التقدم بمشروع لتغيير وحدة الدرفلة المدمجة، وساقوا الكثير من المبررات والأعذار التي هي أقبح من الذنب العظيم..
ولأن الإدارة العليا لا يشغلها سوى الانتاج، مهما كانت الخسائر، فقد وافقت على المشروع، وتمت دعوة عدة شركات، ولكن العطاء رسى على إحدى الشركات الإيطالية المغمورة (Siderimpes).ودخل المشروع حيز التنفيذ، بداية من الخط (A) الذي تم إجراء تجارب التشغيل له، ثم شرع في تنفيذ الخط (B) منذ فترة قصيرة..
أما وحدتي الدرفلة المدمجة فلا ندري ما مصيرهما بعد الإزالة..
السؤال الآن...
هل حجم الانتاج المحقق يوازي حجم الانفاق على هذا المشروع.؟؟..
الواقع يفيد عكس هذا، إلى جانب الآثار البيئية السيئة والمشاكل الأخرى التى ستظل مزمنة ما بقي هذا المشروع منتصباً وسط المصنع القديم..
الحل..
إما العودة إلى الأصل..
باخراج الفرن ومكملاته ومراحل الدرفلة الأولية والمتوسطة وما قبل النهائية من المصنع، وإعادة الورش وساحات العمل إلى سابق عهدها..
أو إخراج كامل مكونات المصنع وتجميعها في مصنع منفصل موازٍ للمصنع القديم..
وعلى هذا لمنوال تم تنفيذ خط الجلفنة والطلاء بمخزن اللفات (الهنقر) المجاور لمصنع الدرفلة على البارد، والذي كانت ارضيته من الخرسانة المسلحة لتتحمل ثقل اللفات وتحميها من عوامل التأكل إلى حين استخدامها بمصنع الدرفلة على البارد، وقد تطلب الأمر جلب شركة مقاولات متخصصة لغرض تكسير هذه الخرسانة وصب قواعد خرسانية أخرها لتركيب معدات الخط عليها....
ردحذفوقاموا بإنشاء مخزن خارجي تعويضاً لذلك "الهنقر".. ويحسبون أنهم يحسنون صنعا..
حذفوالمخزن الذي أنشيء من قبل مقاول محلي، لم يحتوي على روافع علوية، وقالوا نستخدم الروافع الشوكية ولا حرج !!!
ردحذفولا حول ولا قوة إلا بالله