كثيراً ما أجد نفسي وحيداً أغرد خارج السرب..
فأنَّى توجهت أقابلُ بالاستغراب والاستهجان، إن لم يكن الاستهزاء والاعتراض إلى حد الاتهام..
وعلى ماذا؟؟..
إنه همُّ التغيير الذي أحلم به في هذه الشركة..
فأن تكون الشركة، فعلاً وحقيقةً "شركة"، أمرٌ بينه وبين الواقع آمادٌ وأبعادٌ كبيرة..
سياسات وأهداف واضحة (رؤية ورسالة)، قوانين ولوائح عادلة تأخذ في الاعتبار ظروف العاملين ووضع البلاد، كوادر إدارية وفنية مؤهلة ومتخصصة وذات كفاءةٍ عالية، خدمات راقية ومرافق خدمية عصرية، مصانع ومنشآت ذات انتاجية وجودة عالية، المظهر اللائق والنظافة والسلامة العامة تكون في أعلى مستوياتها، آلات ومعدات وآليات نظيفة ومصانة وتامة الجاهزية، اهتمام كبير بالتعليم المستمر ونشر الوعي الفني والوظيفي بين العاملين، التأثير على المحيط والمساهمة الفاعلة في الرقي بمرافقه وخدماته..... إلخ.
كل هذا لم أجد له صدىً في طرفي المعادلة، طرفٌ يمثله الوزير والطقم الحالي لإدارة الشركة، وطرفٌ آخر يمثله العاملون على مختلف مستوياتهم..
كلا الطرفين مستعدين لبذل كل جهد في سبيل أن تبقى الشركة على حالها السابق، أي الانتاج ولا شيء غير الانتاج، فالوزارة والإدارة تقدمان بعض الترضيات للعاملين من تغيير بعض الوجوه ومنحهم -العاملين- بعض حقوقهم المادية، والعاملين يرحبون بكل ما يقدم إليهم ويطمحون إلى ما بعده، ويغمضون أعينهم عن الدمار والخراب الذي يصنعونه ويعيشون فيه ..
ومن هنا..
فما دام هذا الوزير يتصدر سدة هذا القطاع الهام -الصناعة- فلا أمل في التغيير، لأنه لا لون له ولا طعم ولا رائحة..
وزير يتلون بأي لون، ويتساوق مع أي أيديولوجية، ليس له برنامج واضح لإعادة تأهيل هذه الشركة، حتى أن بعض العاملين عدَّ له فترة أكثر من سنة لم يصدر خلالها قراراً عندما كان على رأس الشركة..
الحل الآن..
الانتظار إلى أن يطاح بهذا الوزير في الحكومة القادمة، وأرجو أن لا نرى وجهه في أي حكومة أو على رأس أي مؤسسة حكومية مستقبلاً..
الأمل يبقى في تغيير عقلية العاملين، أو غربلتهم في مرحلة قادمة..
أو..
الاستعانة بأهل الخبرة والكفاءة من الدول المتقدمة لقيادة مرحلة إعادة التأهيل التي لا يفكر فيها أحد..
إذا تغير الوزير في الحكومة الجديدة قد نرى برامج وسياسات تعالج بعض من مخلفات الماضي المرير في شركتنا، ونأمل أن يتبع ذلك صحوة للعاملين فتتغير الأفكار وتنار المسارت...
ردحذفنأمل ذلك.. رغم قناعتنا أن أمامه خطوات ومراحل...
حذف