من منشورات الأخ ناصر أبوتركية:
إدارة الأزمات والإدارة بالأزمات *..
------------------------------------
د. عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ ٭*
هناك خلط لدى متخذي القرار الإداري عن عمد أو عن عدم معرفة بين مفهوم إدارة الأزمات، وبين أساليب الإدارة بالأزمات، بل يحاول بعضهم جاهداً أن يتخذ من الإدارة طريقاً لتكريس الأزمة، لذا كان من المهم أن يلقى الضوء على الفرق الرهيب بين الإدارة العلمية للأزمات، وبين أساليب الإدارة بالأزمات، التي قد تستخدم العلم ولكنها بعيدة كل البعد عن أخلاقياته ومبادئه.
فإدارة الأزمة هي كيفية التغلب عليها بالأدوات العلمية الإدارية المختلفة، وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها وهذا ما تحتاجه كل منشأة في هذا العصر المليء بالأزمات، في حين أن الإدارة بالأزمات تقوم على افتعال الأزمات وإيجادها من عدم كوسيلة للتغطية والتمويه على المشاكل القائمة التي تواجه الكيان الإداري، فنسيان مشكلة ما، يتم فقط عندما تحدث مشكلة أكبر وأشد تأثيراً، بحيث تطغى على المشكلة القائمة، وهكذا يظل الكيان الإداري المهترئ يتعرض لأزمة تلو أزمة، وتتعاقب عليه الأزمات متلاحقة حتى يتم تدميره بالكامل، أو يهدي الله إليه من يأخذ بيده إلى بر النجاة.
لذا يطلق بعضهم على الإدارة بالأزمات «علم صناعة الأزمة» للتحكم والسيطرة على الآخرين، والأزمة المصنوعة لها مواصفات حتى تبدو حقيقية، وحتى تؤتي ثمارها، وأهم مواصفاتها هي الإعداد المبكر، التهيئة المناسبة، وتوزيع الأدوار على قوى صنع الأزمة، واختيار التوقيت المناسب لتفجيرها، وإيجاد المبرر والذريعة لهذا التفجير.
ومثال على أسلوب الإدارة بالأزمات ما تقوم به الدول الكبرى كأسلوب لتنفيذ استراتيجياتها الكبرى في الهيمنة والسيطرة على العالم (Globalization) ولتأكيد قوتها، وفرض إرادتها وبسط نفوذها وبشكل لا يفقدها أصدقاءها ولتحييد أعدائها وتدمير مصالحهم.
وبذلك يمكننا القول إن الإدارة بالأزمات أسلوب تتبعه بعض المنظمات والشركات والدول وكذلك بعض الأفراد أيضاً.
..........................................................................
* نشر في صحيفة الرياض السعودية - العدد 13757
بتاريخ: الأربعاء 23 محرم 1427هـ. الموافق 22 فبراير 2006م.
** عضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين..
رئيس شعبة إدارة المشاريع بالهيئة السعودية للمهندسين.
إدارة الأزمات والإدارة بالأزمات *..
------------------------------------
د. عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ ٭*
هناك خلط لدى متخذي القرار الإداري عن عمد أو عن عدم معرفة بين مفهوم إدارة الأزمات، وبين أساليب الإدارة بالأزمات، بل يحاول بعضهم جاهداً أن يتخذ من الإدارة طريقاً لتكريس الأزمة، لذا كان من المهم أن يلقى الضوء على الفرق الرهيب بين الإدارة العلمية للأزمات، وبين أساليب الإدارة بالأزمات، التي قد تستخدم العلم ولكنها بعيدة كل البعد عن أخلاقياته ومبادئه.
فإدارة الأزمة هي كيفية التغلب عليها بالأدوات العلمية الإدارية المختلفة، وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها وهذا ما تحتاجه كل منشأة في هذا العصر المليء بالأزمات، في حين أن الإدارة بالأزمات تقوم على افتعال الأزمات وإيجادها من عدم كوسيلة للتغطية والتمويه على المشاكل القائمة التي تواجه الكيان الإداري، فنسيان مشكلة ما، يتم فقط عندما تحدث مشكلة أكبر وأشد تأثيراً، بحيث تطغى على المشكلة القائمة، وهكذا يظل الكيان الإداري المهترئ يتعرض لأزمة تلو أزمة، وتتعاقب عليه الأزمات متلاحقة حتى يتم تدميره بالكامل، أو يهدي الله إليه من يأخذ بيده إلى بر النجاة.
لذا يطلق بعضهم على الإدارة بالأزمات «علم صناعة الأزمة» للتحكم والسيطرة على الآخرين، والأزمة المصنوعة لها مواصفات حتى تبدو حقيقية، وحتى تؤتي ثمارها، وأهم مواصفاتها هي الإعداد المبكر، التهيئة المناسبة، وتوزيع الأدوار على قوى صنع الأزمة، واختيار التوقيت المناسب لتفجيرها، وإيجاد المبرر والذريعة لهذا التفجير.
ومثال على أسلوب الإدارة بالأزمات ما تقوم به الدول الكبرى كأسلوب لتنفيذ استراتيجياتها الكبرى في الهيمنة والسيطرة على العالم (Globalization) ولتأكيد قوتها، وفرض إرادتها وبسط نفوذها وبشكل لا يفقدها أصدقاءها ولتحييد أعدائها وتدمير مصالحهم.
وبذلك يمكننا القول إن الإدارة بالأزمات أسلوب تتبعه بعض المنظمات والشركات والدول وكذلك بعض الأفراد أيضاً.
..........................................................................
* نشر في صحيفة الرياض السعودية - العدد 13757
بتاريخ: الأربعاء 23 محرم 1427هـ. الموافق 22 فبراير 2006م.
** عضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين..
رئيس شعبة إدارة المشاريع بالهيئة السعودية للمهندسين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق