الأربعاء، 25 أبريل 2012

العشوائيات...


نتيجة لغياب الدور الرقابي للإداريين من جهة، وغض طرف هؤلاء وتركهم الحبل على الغارب للمستخدمين، حتى لا يطالبوهم ببيئة صحيحة، التي هي حق أصيل لهم، كما أنها من أبجديات العمل الاحترافي، فقد قام المستخدمون بتحويل كل جزء وقع نظرهم عليه إلى ورش ومقرات إقامة ومخازن للعدد والمستلزمات..
وتمددت هذه العشوائيات بمرور الأيام حتى أصبحت تشكل عقبة في سلاسة الحركة داخل هذه المصانع، بل أصبح بعضها يشكل خطراً على السلامة العامة، إضافة لتشويهها للمظهر العام.

والأصل في ذلك..
أن المقاولين التنفيذيين لم يتركوا شاردة ولا واردة من احتياجات المصانع والوحدات الأخرى إلا وضمنوها في تصميماتهم، حتى ليخال لك أنهم قد عملوا تجارب افتراضية أو سيناريوهات تشغيلية حتى يحتاطوا لكل نقص..

وسياسة إغماض العين من قبل المدراء، شجعت وجرأت المستخدمين على انتهاك كل اللوائح والنظم، وكسر كل الممنوعات والمحظورات، فبقليلٍ من الصفائح والقطاعات الحديدية وأقطاب اللحام، يمكن لهم أن يقيموا ورشاً أو مقراً للنوم أو مخزناً للعدد والمستلزمات، بين أي أعمدة يرونها مناسبة، ولا يهم أن تقع في ممرٍ أو فراغ يسهل الوصول إلى أركان موغلة في المصنع..
إذا رأيت فساداً أو ظلماً فإن وراءه حقٌ مضاع..
وهذا ما حصل عندنا..
سدت الطرق في وجوه العاملين للحصول على حقهم في بيئة عمل صحيحة، فقاموا بردة فعل لتصحيح الأوضاع -في نظرهم-، بإيجاد بدائل لما افتقدوه واغتصب منهم من حق..
الأمر الذي لا أجدُ له تبريراً إلا غياب الوعي الوظيفي لدى العاملين، هو أنهم استمرأوا هذا الوضع وهم فرحون به، ويفتخرون بأنهم أقاموا منشآت تعد مكسباً للشركة بدل تكبد الأموال الطائلة..

وفي هذا وذاك،، يجلس المدراء على مقاعدهم الوتيرة، وقد أزاحوا عن صدورهم همّاً ظنوا أنه سيخلق لهم المشاكل، وقد يذهب بكرسي السلطان من تحتهم..
وبفرحة وسرور هؤلاء وأولئك، كانت المصانع هي الضحية التي لا تجد من يبكيها..
الآن..
الحل للذين يتهموننا بالانتقاد فقط دون تقديم الحلول..
أن تُعاد المصانع على هيئتها كما اُستلمت من المقاولين، وإزالة جميع العشوائيات بالمصانع والوحدات..
وعندما أطالب بعودة المصانع على هيئتها، لا أقصد بذلك المعدات -فليست هي موضوعنا الآن-، وإنما أقصد المرافق المكملة لها من حجرات تغيير ومخازن للعدد والمستلزمات وورش مجهزة..
هذا هو التحدي الذي يواجه القيادات الجديدة القادمة..
 











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق