صرح الأخ مفوض عام الشركة في مداخلته في اجتماع نقابة عمال الشركة الليبية للحديد والصلب، بأنه سيتم البدء في قبول العاملين الجدد، لتغطية العجز الذي أعلن عنه.
هذا خبرٌ سارٌّ وسيء..
خبرٌ سارٌّ، إذا تم قبول العاملين الجدد على أسسٍ مهنية وعلمية، وتم تصنيفهم على أساس نوع التعليم الذي تلقوه، فني مهني تخصصي، أو أساسي عام فقط، وتم توجيه النوع الأول لتلقي دورات تدريبية وتأهيلية ثم تدريب على الوظيفة، وتم توجيه النوع الثاني للدراسة بمركز التدريب للسنوات المقررة، ثم تدريب على الوظيفة أيضاً.
وخبرٌ سيء، إذا تم إقحام هؤلاء وقذفهم في أتون العمل مباشرةً، دون تصنيف أو تعليم أو تدريب.
وهذه المخاوف يبررها ما حدث سابقاً، من إقحام متدربين تخرجوا من مركز التدريب، وكان من المفترض أن يتلقوا تدريباً على الوظيفة لمدة (6) ستة أشهر (On job training)، فما كان من إدارة الدرفلة الطولية إلاَّ أن زجت بهم في ورديات العمل على مدار اليوم، بحجة نقص العمالة، وأتذكر أن مدير إدارة التدريب (د. جمال البرق) احتج يومها عندما علم بالخبر، وحذر الإدارة من مغبة هذا السلوك.
وهذا السلوك المتمثل في الحرص الشديد على التشغيل والانتاج، دون النظر إلى أصول العمل والإدارة الصناعية، يشير إلى عقلية عجيبة، كنا نظنها قد اندثرت مع اندثار الديناصورات.
ويبدو أن إدارة الشركة لا زالت تسير على النهج الذي رسمه أول مدير لها، حيث فضَّل شراء سيارات للمدراء، بالأموال التي كانت مرصودة لتدريب وتأهيل جميع العاملين بالشركة في دورات خارجية، حتى أن ما تبقى من الميزانية المرصودة لهذا البند المهم تم صرفها كدفعة أولى -وتمثل 20% من قيمة العرض- لإنشاء الوحدة الثالثة للإختزال المباشر في أواخر سنة 1992م.
الاستثمار في الموارد البشرية هو أفضل استثمار، يليه الاستثمار في البحث والتطوير، فهل أدركت إدارة الشركة قيمة هذين البندين الهامين؟؟.
فهل ستتدارك الإدارة الجديدة ما ضاع من فرص، وتعيد مخطط التدريب الخارجي بشقيه إلى حيز الوجود والتنفيذ؟.
أليس تدريب الكوادر أولى من سيارات المسؤولين..؟؟.
الماضي الذي تحكي عنه له اكثر من 20 سنة وهذه السيارات لجميع القياديين وليس للمدراء فقط وانت كنت قيادي في تلك الفترة.. نامل تحري الدقة في المعلومات بالاضافة الى ان السيارة من ضروريات الوظيفة الاشرافية, التدريب الموقعي مهم جدا فكما قلت التدريب افضل استثمار
ردحذفمحمد عبدالله
شكراً لك أخ محمد على تواصلك..
حذففعلاً.. كنت أحد المسؤولين -رئيس قسم صيانة الدرافيل م.ف.4/الطولية- في الفترة من 1989م إلى 1994م، ولم أتحصل على سيارة، لأنني لا أحمل رخصة قيادة في ذلك الوقت، وعندما تحصلت عليها، وأبلغت المدير العام طلب مني الذهاب إلى مدير عام الشؤون الإدارية والخدمات -عيسى البيرة- فقال لي بالحرف الواحد: الحظ يأتي مرة واحدة. رغم وجود السيارة لدى إدارة النقل.. هذا حديث لا يهم لولا ذكرك له..
وعندما أذكر المدراء أقصد بهم المسؤولين، وليس مرتبة وظيفية محددة..
أما الدقة في المعلومات، فالكثيرون يعلمون هذا..
حيث توقف إيفاد العاملين للتدريب بالخارج، سواءٌ الأساسي أو المتقدم.
والقصاصة المرفقة بالموضوع أخذتها من نشرة (الحديد والصلب المغاربي) العدد (2) يناير سنة 1994م. والتي يصدرها المكتب الدائم للمجلس الأعلى المغاربي للحديد والصلب. وهي تؤكد ما ذهبت إليه.
أنا معك في أن العنوان لا يتناسب مع الموضوع، فسيارات المدراء هي جزء فقط من الوجهة المحرفة للمبلغ المرصود للتدريب الخارجي، ولكن الإثارة مطلوبة أحياناً لتسليط الضوء على حدثٍ أو ظاهرة ما..
الغرض من الموضوع هو بناء الكوادر المدربة والمؤهلة، وتقديمها على ما سواها.