الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

هكذا يريدونها، ولا راد لإرادتهم ..


في لقاءٍ مع أحد المهندسين المشرفين على أعمال صيانة حمامات ومراحيض الدرفلة الطولية، وكان دمث الخلق متفهماً متعاوناً، سألته عما إذا كانت هناك كراسة شروط أو عطاءات أو مواصفات لتلك الأعمال، والجهة التي تتولى الاشراف على التنفيذ، وكيفية التعاقد الذي تم والجهة التي اعتمدته ووقعته...
كان رد المهندس بأن هناك كراسة موضوعة لتنفيذ الأعمال، وأن "الصيانة المدنية" هي التي تولت وضعها ومتابعة الاشراف عليها، وأن التعاقد تم مع مقاول لم يكمل التنفيذ -لأسبابٍ لم يذكرها- فتم التعاقد مع مقاول آخر لاستكمال الأعمال..

من ملاحظة الأعمال على أرض الواقع، يتبين أنه ليس هناك متابعة لما يفعله المقاول وعماله، والصور المعروضة هنا وفي مقالاتنا السابقة تبين غياب الاشراف والمتابعة، وتبين كذلك مدى التخبط الحاصل في هذا المشروع -البسيط جداً من وجهة نظرنا-..
عندما أشرنا إلى الأعمال التدميرية التي يقوم بها المقاول، حيث أراد تغيير مسار أنابيب تصريف مياه المجاري، قابلنا أحد الإخوة المكلفين بمتابعة الأعمال -من طرف الدرفلة الطولية-، وسألناه عن هذا الموضوع، فكان رده أن منظومة الأنابيب الأصلية "مسدودة"، مما جعل المياه تتسرب وتتساقط على المحولات في حجرة الكهرباء بالدور الأرضي، وقد حاول هو بنفسه بمساعدة "الصيانة المدنية" تسليكها ولكن دون جدوى، ولذلك تقرر إنشاء خط جديد من أنابيب اللدائن..
ولكن بعد لقاءنا مع هذا الأخ قمنا بزيارة تفقدية لموقع الأعمال، فوجدنا أن غرفة التفتيش أو التجميع مملوءة بمياه المجاري، مما يدل دلالةً واضحة على أن الانسداد ليس بين الحمامات وهذه الغرفة، بل بين الغرفة وخط التصريف الرئيسي، الذي لم تأبه الجهة المسؤولة عن متابعة صيانة وتنظيف شبكة التصريف بالشركة، وهي الصيانة المدنية..
المفاجأة......
عند لقاءنا بالمهندس المشرف لتقصي المشكلة، كرر نفس ما قاله الأخ المكلف من الدرفلة الطولية، وقد أوشكت أن أصدق ما قالاه، لولا وجود أحد الإخوة من مصنع درفلة القطاعات التي تقع هذه الحمامات فيه، ففجر قنبلته المفاجأة وهي أن التسرب الذي يتحدثون عنه، لم يكن من الأنابيب أو منظومة التصريف، بل كان بين "بلاطة" السقف وأنابيب التصريف، بسبب سوء أعمال العزل، وليس كما كان يروج له أصحاب المدرسة التدميرية..
وللتأكيد، ذهبنا إلى حيث تجري الأعمال وفوجئنا بما هو أسوأ، حيث أن فتحات أنابيب التصريف لم تتم تغطيتها حتى لا تمتليء ببقايا أعمال الهدم، وهو أمرٌ بديهي يعرفه حتى الناس العاديون، فما بالك بمقاول وهيئة متخصصة في شركة توصف بـ"العملاقة"..
بسؤالنا عن العقد ومن وقعه، أجاب الأخ المهندس المشرف بأن العقد موقع عليه من طرف المفوض العام ومشرف القطاع -قطاع الشؤون الفنية-، وأنهما -المفوض ومشرف القطاع- يريدان استبدال منظومة التصريف القديمة بأخرى جديدة..
ولأن الجميع -الإدارة العامة للدرفلة الطولية والصيانة المدنية ومشرف القطاع والمفوض العام- قد بيتوا أمرهم على إزالة الشبكة الأصلية، فقد قام العمال الأفارقة بالواجب وأكثر، فمهمة التدمير ليست صعبة، معدة قطع كهربائية فقط تفي بالغرض، وهذا ما كان..
رغم أن المهندس تذرع بأن الأنابيب - وهي من الحديد الزهر- قد تقادمت، فقد رأيناها بأعيننا وكأنها قد ركبت اليوم فقط، حيث قام أخ  من إدارة مصنع القطاعات بفتح أحد الأبواب المغلقة بحجرة الكهرباء، وأرانا أنابيب التصريف الأصلية وفتحات التنظيف، التي لا يعرفها ولم يسمع عنها الذين أوكلت إليهم مهمة متابعة الأعمال، حيث كانت الأنابيب تلمع لمعاناً وكأنها في معرض، فلا ندري عن أي تسليك ونظافة يتحدثون، وهم لا يعرفون فتحات التنظيف تلك، ولا يملكون من معدات وأجهزة التنظيف سوى مضخة المياه الضاغطة، فأين التجهيزات وأين العدة والعتاد لمواجهة الطواريء، لا بل حتى للقيام بالأعمال الاعتيادية؟؟ ..
الآن، أعمال التدمير تجري على قدم وساق، وسنرى عاقبة هذا الأمر الذي يتحمل مسؤوليته كلٍ من:
- مفوض عام الشركة.
- مشرف قطاع الشؤون الفنية.
- مدير إدارة الصيانة المدنية.
- مدير عام الإدارة العامة للدرفلة الطولية.
- مدير إدارة تشغيل مصنع القطاعات.
يحدث كل هذا في غياب خطة شاملة لإعادة تأهيل الشركة، والتي من بينها المرافق الخدمية، وفي غياب النظرة الفنية السليمة، وضرورة تبني المواصفات الدولية في مثل هذه الأمور -أنظر مقالنا: مرافق خدمية بمواصفات دولية-، أنظر مقالنا (بعيداً عن "البعلية".. مرافق بمعايير دولية..) ..
نأمل أن ينتهي هذا المسلسل قريباً.. ونأمل أن لا تكون أموالاً قد أُهدرت بلا طائل..
-----------------------------------------------
انظر مقالاتنا (مجمع الجهلة) و(ألم تر كيف فعل فيل أبرهة بشركتنا؟؟) و(بعيداً عن "البعلية".. مرافق بمعايير دولية.).


************************














هناك تعليقان (2):

  1. قبل عدة ايام جاءنا مسؤول او مهندس من الإدارة الهندسية ليطلع على سبب معارضتنا لهذه الأفكار الغريبة لصيانة دورات المياه.. وكنا - ربما لبساطة تفكيرنا انه اقتنع بما اوردناه له دلائل على سلامة شبكة الصرف المدمرة من كافة التهم الموجهة إليها زوراً وبهتاناً في جولة ميدانية، وأنه وسيرفع الأمر لمن هو أعلى منه بالسلم الإداري الشاهق، ولكن فوجئت في اليوم التالي بأن العمال الأفارقة يواصلون عملهم بوثيرة اسرع، وكأن هناك إيعاز لهم بإزالة منظومة الأنابيب القديمة وطمر الأنابيب الجديدة بسرعة وقت!!

    ردحذف
    الردود
    1. والله يا أخي.. إن العين لتدمع.. وإن القلب ليخشع.. ولا نقول إلا ما يرضي الرب.. وإنا على هذه البنية لمحزونون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
      إنا لله وإنا إليه راجعون..
      إن أفلتوا من حساب الدنيا.. فنسأل الله تعالى أن لا يفلتهم في الآخرة..

      حذف