الأحد، 5 أغسطس 2012

رعاياك يا مولانا.. المعذبون في ساحة تجهيز الخردة...

كلما مررتَ بين مصنعي الصلب والاختزال، وحانت منك التفاتة إلى يمينك أو يسارك، وشاهدت سحباً صفراء تصعد في عنان السماء، فتذكر أنك بقرب ساحة الشقاء، ساحة الخردة التي عادةً ما تخلى من العمالة الوطنية..
ولأن هذه المخلوقات التي تعمل هناك، هي بشرٌ مثلنا ولا تختلف عنا إلاً بقدرها المكتوب في الأزل، فإن العدل في هذا الكون يقتضي منا معاملتهم كبشر..
ما رأيناه على أرض الواقع، يدمغ المسؤولين في هذه الشركة، كما لم يُدمغ الباطل الزهوق..
الصور وحدها تعبر عن شقاء هؤلاء البشر، فلا مكان يؤون إليه إلاَّ حاوية صغيرة، ولا حمامات يقضون فيها حاجتهم إلاَّ خزان مياه كالذي تسقى به البهائم، ولا مكان لراحتهم القصيرة إلاَّ "صالونٌ" بائس صنعوه من بقايا الخردة..


لم نشأ الحديث عن طبيعة عملهم، ولا عن معداتهم التي يعملون بها، ومدى مواكبتها لما هو لدى الشركات المشابهة، فهذا الأمر يحتاج إلى تفصيلٍ وبيان.
ولكننا نتحدث عن المعاملة الإنسانية التي انعدمت في هذه الشركة، فجميع المسؤولين يعتقدون -إلاَّ ما رحم ربي - أن الله لن يحاسبهم على رعاياهم، بل سيحاسبهم على فروضهم الدينية فحسب، والتي لا تتجاوز العبادات -كما يعتقدون-، من يقول غير هذا فليكذب ما يحدث في هذه الساحة..
إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم .. ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم..
نصيحة نوجهها للمسؤولين عن هذه الساحة..
ارحموا من في الأرض.. يرحمكم من في السماء..
وإلاَّ..
فلأن يُخاط أحدكم بمخيط، أهون عليه من عذاب الله يوم القيامة..
اللهم هل بلغت..
اللهم فاشهد..

****************




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق