السبت، 22 سبتمبر 2012

"التمشيط" إلى الخارج...


في حديثنا عن تصرفات رئيس مجلس الإدارة، لا نتحدث من منطلق فكرنا -البسيط-، الذي غرسه فينا آباءنا وأجدادنا عن خَلْقِ الانسان، ومسؤوليته عن أفعاله في هذه "الدار"، وأنه سيحاسب عن "النقير" و"القطمير"، في يومٍ "منتظرٍ" تشيب لهوله الولدان، وترى الناس فيه سكارى وما هم بسكارى؛ فهذه اللغة يُخاطَبُ بها أقواماً يحسبون لذلك اليوم حساباً، ويحرصون على نقاء صفحتهم وعدم تلطيخها بما يسوؤهم ويُسَوِّدُ وجوههم..
ولكننا نتحدث من منطلق تصرفات الانسان المحضة ومسؤوليته عنها، وخاصةً أمام القانون "البشري" و"الأصول" التي تعارف الناس عليها..
قد يجتهد الانسان في أمرٍ فَيُخطيءُ فيه أو يُصيب، فإن أصاب فله أجران ورِضَىَ الناس عنه، وإن أخطأ فله أجرٌ وسَخَطِ الناس عليه، لأن "ألسنة الخلق.. أقلام الحق"، كما تعلمناه من أصولنا "البسيطة"، وفي هذا وذاك لا يُحرم الانسان من واعظٍ رفيق أو ناصحٍ شفيق..
ولأن عُقلاء الناس وحكماءَهم يُدركون هذا، وأن مقامهم في هذه "الدار" قصير، وأنَّ ما "فيها" لا يساوي عند الله جناح بعوضة؛ تراهم يفرون من هذا الفخ الذي يسمى "المسؤولية" أو "المنصب"، حتى أن أحدهم ركب عصا وأخذ يجري بها في الأسواق، عندما علم أن حاكم البلاد يريد أن يوليه القضاء..

نضعُ القرار رقم (15) الصادر بتاريخ 2012/09/18م. أمام نافذة العقل لنلقي عليه بعض الضوء، وفي تقديرنا ويقيننا أن السيد رئيس مجلس الإدارة يتعرض لضغوطٍ هائلة، من بعض الذين لا يقدرون حساسية موقعه، ولا يبالون بوضع الشركة المادي..
هذا القرار بُنيَ على ما عرضه مدير مكتب شؤون مجلس الإدارة، وكانت استجابة السيد رئيس مجلس الإدارة عاجلة، إذ لم تستغرق إلاَّ خمسة أيامٍ فقط، منها يومين راحة عمل والثالث عطلة "يوم الشهيد"، وهذه "الفزعة" تُحسَبُ له لو كانت في أمرٍ ذي شأنٍ..
المُلفت في هذا القرار أنه "فريدٌ" من حيث حجم "الاستخفاف" الذي يحويه، فالقرار صدر استجابةً لرغبة مدير مكتب شؤون مجلس الإدارة في أوله، وتضمن اسمه في قائمة الموفدين في أوسطه، وقام هو نفسه بتحريره في أسفله، وشارك أحد الموفدين الآخرين بطباعته، وغابت إدارة التدريب تماماً رغم اختصاصها الأصيل في مثل هذه الأمور....
وقد جاء هذا بعد أن أجهدنا أنفسنا في محاولة نسيان حقبةٍ اشتهرت بعبارة "أُرشح نفسي"، حيث كان المسؤول "يتسول" المهمات والدورات -الخارجية-، دون أن يندى له جبين أو يتحرك له "عرق" كرامة..
حضر إلينا في الأيام الأخيرة الماضية أحد الفنيين، وكانت كفَّ يده اليسرى مشوهة، حيث لم يبقَ فيها من الأصابع إلاَّ "الخنصر" والابهام"، أما بقية أصابعه فقد التحمت في بعضها وشكلت ما يشبه إصبعاً، وتبين لنا أنه أحد "مصابي" الشركة، الذين تضرروا نتيجة "إخلاصهم" للعمل و"تجاهلهم" لقواعد السلامة، فتشوهت أجسادهم ونقصت أعضاءهم في لحظة فناءٍ وانتماءٍ لهذه الشركة "الجحود"..
هذا "الإنسان" حكى لنا مأساته مع هذه الشركة وإدارتها السابقة واللاحقة، لخصها لنا في دقائق معدودة..
كانت اصابته نتيجة "انسحاق" كفَّ يده اليسرى بين درافيل أحد قوائم الخط الثاني بمصنع القضبان، في فترة التسعينيات من القرن الماضي، والسبب أنه أراد أن يتحقق من عمله ويجوده، فبعد أن قام بتجليخ -تخشين- مجرى الدرفلة من جهة خروج الكتلة المدرفلة -وكان هذا يكفيه حسب معيار العمل وقواعد السلامة فيه-، إلاَّ أنه جاء من الجهة المقابلة ليقوم بتأكيد عمله وتناسى أن الدرفيلين سيلتهمان كف يده، وقد كان..
في رحلة "العذاب" حكى لنا الطاهر -وهذا اسمه- ما تعرض له..
فقد اُستُدْعِيَ له سائقٌ من إدارة النقل ليقود به سيارة الاسعاف إلى تونس، ولم يُكلف معه مرافق ليراقب حالته ويقوم برعايته واسعافه، حيث كانت يده لا تزال تنزف..
ذلك السائق لم يكن يدري أن السيارة التي يقودها تسير بـ"البنزين" وليس "النافثا"، لأنه يعمل في إدارة أخرى -النقل- ويقود سيارات أخرى، فعند تزوده بالوقود في إحدى المحطات، أخطأ وملأ خزان السيارة بـ"النافثا" بدل "البنزين"، مما أخذ منه وقتاً طويلاً لتصحيح الأمر، وأثَّرَ هذا التأخير سلباً على صحة المصاب، حيث لا يوجد مرافق صحي أو أدوية وأدوات..
وعند وصوله ودخوله إحدى المصحات، أبلغه السائق بأنه سيعود إلى ليبيا، فتفاجأ المصاب بهذا القرار الغريب، وباءت محاولاته في ثني السائق عن قراره بالفشل، ورفض السائق أن ينتظر حتى يستكمل المصاب علاجه الذي لن يستغرق سوى أيامٍ معدودة، فاضطر المصاب إلى تأجير سيارة إسعافٍ على حسابه ليعود إلى البلاد..
منذ ذلك الوقت و"الطاهر" يحمل همَّه في "كفِّهِ" وعلى كاهله، بعد أن صرف من جيبه الخاص حوالي (7000) جنيه، إذ لم تقدر إدارة الشركة وضعه الصحي، حتى أنه عندما حاول الحصول على (حالة فردية) ليعوض بها بعض ما أنفقه، قال له مشرف شؤون قطاع الإنتاج في ذلك الوقت: أتريد أن "تسمسر" فيها؟؟، فرد عليه المصاب: بل أريد أن أسمسر في يدي المشوهة!!..
لم تراعي الشركة حالته، بحيث يمكن من العمل في جهة تناسب وضعه الحالي، على الأقل "كاتب" في إحدى الإدارات، حيث شهد بعض زملاءه بحسن خطه..
نسوق هذا الكلام، ونحن نعلم أن من المستحيلات الأربع في هذه الشركة، أن يُنقل شخصٌ "طبيعي" بتخصصٍ ومؤهَلٌ "فني"، ويعمل في إدارة أحد المصانع أو الوحدات المساعدة إلى عملٍ إداري، وهو من الأصول الصحيحة في العمل الإداري، فهل التزمت إدارة الشركة "ما بعد الثورة والتحرير!!!" بمعيار النزاهة والشفافية والأمانة في هذا؟؟؟..
هذا من ناحية...
أما الناحية الأخرى في القرار، فهو نوع الدورات التي قرر السيد رئيس مجلس الإدارة إيفاد المرشحين إليها..
- دورة "المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات الأعمال".. ((Social responsibility for businesses-SRB))..
هي دورة للمستويات العليا في المؤسسات ممن لهم صلاحيات واسعة في اتخاذ القرارات، فهل المترشحان لها على هذا المستوى؟؟، وهل مؤهلاتهما وتخصصهما يفيان بمتطلبات هذه الدورة؟؟، فإن كانا كذلك فهما أحق بها ولا جدال في هذا..
- دورة "أساليب قياس المناخ التنظيمي" التي تقيمها المنظمة العربية للتنمية الإدارية..
هذه الدورة موجهة تحديداً إلى:
• مديرو التطوير الاداري في الوزارات والهيئات وشركات القطاع العام والخاص..
• مديرو الموارد البشرية..
• أعضاء غرف التجارة والصناعة المعنيين بقياس وتطوير المناخ التنظيمي..
فهل كان المترشح من بين هؤلاء؟؟..
- "استخدام الأساليب الاحصائية والكمية ودورها في اتخاذ القرارات الإدارية" هي ندوة وليست دورة وعنوانها الأصلي هو (استخدام الاحصاء في تطوير عملية اتخاذ القرارات)..
والمدعوون للمشاركة هم:
- مديري الشركات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص ومتخذي القرار في الوزارات.
- الهيئات التدريسية في الجامعات.
- غرف التجارة والصناعة والزراعة.
- مدارس ومعاهد الإدارة والاستشارات الإدارية والتنمية والبحوث.
- متخذي القرار في المصارف والبنوك وشركات الاستثمار والبورصات والأسواق المالية.
- المهتمين بموضوع اتخاذ القرار.
- مسئولي الإحصاء في المؤسسات العامة والخاصة.
- الأجهزة الاحصائية العربية.
- مركز الدراسات ومراكز دعم واتخاذ القرار.
- المحافظات والبلديات وإدارة الحكم المحلي.
- أجهزة الإعلام.
فهل كان الترشيح صحيحاً وفي مصلحة الشركة والعمل؟؟.
هذه بعض برامج مهارات المكاتب الداعمة للإدارة العليا [مديري المكاتب والسكرتارية]، التي كان ينبغي ترشيح المستهدفين لها، والتي تصب في صالح الشركة والموظفين أنفسهم:
- الاتصالات الإدارية المتميزة وفن التعامل مع الآخرين.
- الاتصالات الإدارية وفن التعامل مع الآخرين.
- مهارات الاتصال وفن التعامل مع الجماهير.
- تنمية مهارات إدارة وتنظيم الاجتماعات والمؤتمرات والمناسبات العامة.
- البرنامج المتكامل لتنمية مهارات السكرتارية التنفيذية ومديري مكاتب الإدارة العليا.
- تنمية المهارات الإدارية المتكاملة لسكرتارية ومديري مكاتب الإدارة العليا.
- البرنامج المتكامل في إعداد وصياغة المراسلات والتقارير وطرق العرض والتقديم.
- تنمية مهارات العرض والتقديم.
- مهارات الاتصال وكتابة التقارير.
- المهارات المتكاملة لسكرتارية الألفية الثالثة.
- أساليب المتابعة وإعداد تقارير الإدارة العليا.
- فن الإلقاء الرائع ومهارة العرض والتقديم.
- تنمية مهارات إعداد وكتابة الرسائل والتقارير وطرق عرضها.
- تنمية المهارات السلوكية والإدارية للسكرتارية الإبداعية.
- السكرتارية الإلكترونية: إدارة أعمال السكرتارية باستخدام الحاسب الآلي.
- تنمية مهارات مديري مكاتب الإدارة العليا.
- مهارات إعداد وصياغة المراسلات والتقارير وتنظيم أعمال اللجان والاجتماعات.
- تنمية مهارات إعداد العروض والتقديم.
- مهارات العرض والتقديم.
- مهارات إعداد وصياغة المراسلات والتقارير وطرق عرضها.
- الأساليب الحديثة في المتابعة وإعداد تقارير الإدارة العليا.
- البرنامج المتكامل: إعداد وصياغة المراسلات والتقارير والعرض والتقديم.
- المهارات المتكاملة للسكرتارية التنفيذية ومديري مكاتب الإدارة العليا.
- تنمية مهارات السكرتارية الإبداعية.
- المهارات المتكاملة للسكرتارية ومديري مكاتب الإدارة العليا في الألفية الثالثة.
- إدارة الوقت وفن التعامل مع الضغوط لمديري مكاتب الإدارة العليا.
- البرنامج المتكامل لمديري مكاتب الإدارة العليا.
وفي الختام..
إن المعرفة والثقافة مطلبان مهمان لكل إنسان، وقد عشنا ردحاً طويلاً من الزمن في جهالة وظلام..
وإن مثل هذه القرارات كان يجب أن تراعي أوضاع الشركة والعاملين، ولا ينبغي التساهل فيها لمجرد تلبية رغبات ونزوات بعض الأفراد، في التفسح ودفع الملل وتحسين الحال كما كان يقال..
نتمنى أن تصل الشركة إلى المستوى الذي يتمكن فيه العاملين من الانخراط في رحلات سياحية، تنظمها الشركة وتشرف عليها وتتكفل بجزء من نفقاتها، كبادرة متقدمة للعناية بالعاملين من شتى النواحي، بعد أن تكون قد استأنفت برنامجها التدريبي المتكامل، الذي بدأته عند إنشاءها ولم يستكمل حتى الآن..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق