الثلاثاء، 3 يوليو 2012

عذراً.. فقد فهمنا "الثورة" خطأ..

"الثورة" ذلك المصطلح الذي اصطلينا بناره لأكثر من أربعة عقود، حتى بات مجرد نطقه على ألسنتنا يؤجج فينا مشاعر الغضب والبغض لذلك الإنقلاب "العصابي" الذي استغل هذا المصطلح، وجعله الشعار الذي يسكت به كل صوت، ويكبت به كل تطلع للحرية، ويسحق به كل من تسول له نفسه أن يحلم بالعيش كبقية خلق الله على هذا الكون..
والذي أجبرنا على سرد هذه المقدمة "المرعبة"، ما نعايشه يومياً من تصرفات يقوم بها مسؤولو إدارة الشركة، الذين جعلوا من بعض الأمور الهامشية "قضية مصير" بالنسبة لهم، وحولوا أنظارهم واهتماماتهم من المشاكل الكبرى التي تعاني منها الشركة، إلى "معركة" واحدة هي دخول العاملين بسياراتهم إلى أماكن عملهم..

لقد كان لتلك الكلمة "الثورة" مفعولها في نفوس العاملين، فقاموا برفع مطالبهم ودعموها بالاعتصامات والاضرابات والوقفات الاحتجاجية، التي كانت نتيجتها "زلزلة" عروش حتى سقطت، ما كان لها أن تسقط من قبل، حتى وصل الإعصار الكاسح مشارف "القصر الإداري" الذي يقبع فيه "ثلةٌ" من مديري/مدبري الأمور السابقة واللاحقة، وهنا تحركت غريزة "حب البقاء" عندهم، فتوالت الاجراءات التي تؤكد ما ذهبنا إليه، بدءًا بإعادة تشكيل نقابة عمال الشركة ودور الإدارة فيه، وهو ما ذهب إليه أحد النقابيين السابقين في قوله ( أن إدارة الشركة الليبية للحديد والصلب كانت وراء ما حدث من الألف إلى الياء، وأن هناك تحريك للعبة من خلف الستار، وأن هذه اللجنة -مع احترامي للكثير من أعضائها- كانت تنفذ الأجندة الخاصة بإدارة الشركة، سواء كانوا يدرون بذلك أو لا يدرون)، وانتهاءً بـ"صراع الديكة" حول البوابات.

ويبدو أن الإدارة شعرت برجحان كفتها في هذا "الصراع"، بعد أن أنابت "النقابة-تحت التأسيس" عنها في التدخل في أمور لا علاقة لها بها، لتشتيت الأنظار ونقل "الصراع" بعيداً عن حدود "القصر الإداري"، وأطلقت بالونات اختبار لرد فعل العاملين حول ما يسمى بـ "تفعيل القارئات"، والتي أوضحت بما لا يدع مجالاً للشك، بأن العاملين فعلاً "مدجنين" وسلموا للإدارة مصيرهم، لتفعل بهم ما تشاء.
هنا.. انتقل الصراع إلى ملعب "الخصم" ودخل مرحلة "الهجوم"..
ومن مظاهر ذلك..
ما شاهدناه من تحديد ساحات ترابية حول بعض المصانع، تنوي الإدارة أن تجعلها مواقف لسيارات العاملين..
هذه الساحات التي تم تخطيطها على عجل، في أماكن لا يصح أن تشغل بمثل هذه الانشاءات ، ستخلق مشاكل للعاملين، تكون نتيجتها أن يفضلوا وقف سياراتهم خارج أسوارالشركة.
كنا نأمل أن يكون هذا الموضوع جزئية من جزئيات "خطة إعادة تأهيل الشركة" الشاملة.. حسب أوهامنا..
ومن مظاهر ذلك أيضاً..
ما حدث عند محاولة خروجنا اليوم الثلاثاء (2012/07/03م.) من البوابة رقم (1)، حيث انبرى لنا أحد الأشخاص من جهة خارج الشركة، ولا يتبع قسم الأمن والتصاريح، ووجه إلينا أمره "الحاسم" "الحازم" (((((((((( ممنوع )))))))))))..
هذا الشخص كان يحمل على صدره شارة (ليبيا الحرة)، وشعار يمثل الجهة التابع لها..
لا مجال لأي نقاش، رغم سماعنا عن تعليمات رئيس قسم الأمن والتصاريح بالسماح للعاملين بالخروج من تلك البوابة.
هنا .. تسكت عن كل قول مباحٍ أو غير مباحٍ، حتى لا تذهب إلى المجهول..
فيبدو أننا فهمنا "الثورة" خطأ...
ويبدو أن "الأبدية" لا زالت تعشعش في عقول ساكني ذلك الحصن العتي، رغم انتهاء أجل مبتكرها..
ويبدو كذلك اعتقادهم بأنهم الورثة الشرعيون لها..
ليس لنا إلاَّ أن نعيد النظر في فهمنا لتلك الكلمة "الثورة"..
حتى تستقيم أمورنا موازاةً للإعوجاج المفروض..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق