الأربعاء، 25 يوليو 2012

ألم تر كيف فعل فيل أبرهة بشركتنا؟؟..


إن الفوضى الحاصلة الآن في الشركة الليبية للحديد والصلب، لم يسبق أن حدثت في تاريخ الشركة كله..
فأنى توجهت ترى التخبط والإهمال والارتجال واللامبالاة..
إدارة جعلت جل اهتمامها محاولة احتواء العاملين وترويضهم، بحجة إعادة العمل إلى طبيعته السابقة قبل الحرب، ولا يتم هذا بنظر المسؤولين إلاَّ بتفعيل البوابات والقارئات وغيرها.. فأهملوا أموراً حيوية، وأهدروا أموالاً في غير وجهتها الصحيحة..
ما نلاحظه في العقود التي وقعتها إدارة الشركة السابقة، نحصد ثمارها المُرة الآن..
كانت العقود تركز على أرخص الأسعار، ولا تهم تبعات هذا الخيار المتخلف..
فرأينا بشراً لا يملكون من مقومات العمل سوى سيارة "صالون" متهالكة لا تقبلها حتى ساحات التخريد، ويمنح صاحبها عقود لتنفيذ أعمال داخل الشركة، ويقوم بنقل العمال والأخشاب وكل شيء في ذلك الحطام المتهالك المسمى تجاوزاً "سيارة"، بطريقة فيها من السخرية والمرارة ما لا يسر الصديق ولا العدو..
ورأينا عقداً كانت ستنفذه شركة سويسرية عالمية، ولكن أهل الخبرة عندنا تكفلوا بأعمال اللحام والتركيبات، وهو مشروع يتعلق بتطوير نظام الحرق في أفران الجير، بحيث يستخد الغاز الطبيعي..
الشركة لا تملك كوادر مؤهلة لمثل هذه الأعمال، فاختاروا شركة تونسية لتقوم بها بدل الشركة السويسرية لتوفير بضع آلاف من الدولارات، حتى لو أدى ذلك إلى فشل المشروع، لأن المقاول لن يضمن أعمال الشركة التونسية..؟؟.
آخر هذه الصرعات، ما فوجئنا به مؤخراً، نتيجة للشفافية العالية التي فاقت أشعة X، مشروع تغيير وإحلال وحدة الدرفلة المدمجة بمصنع درفلة القضبان والأسياخ، حيث اتضح أن التعاقد كان مع ثلاثة شركات كلٍ على حدة، Siderimpes لتصنيع المعدات وتوريدها، و Tecnomontaggi للتركيبات، و Ferretti للأعمال المدنية..
الوضع الحالي للمشروع غامض جداً ولا تجد مسؤولاً يصرح بالحقيقة، فمسألة انتهاء الاختبارات غامضة، ومسألة تسليم المشروع للشركة غامض، وقضية إعطاء الأمر بالتشغيل أكثر غموضاً، والأدهى من ذلك أن هناك همسات بإفلاس الشركة المسؤولة عن أعمال التركيبات..
كم من معدات أزيلت من المصنع رغم أهميتها الحيوية، كمعدة (Peٍndulum Shear) التي يقال أنها بيعت بثمن بخسٍ دراهم معدودة، ومعدة (ٍScrap coiling Machine) التي رُكنت في إحدى الزوايا وكأنها أحيلت إلى التقاعد أو أدخلت دار العجزة والمسنين، ورميت كرمي العظام للكلاب، وكم من معدات تم توريدها ولم تعمل حتى حينه، كآلة ربط وتحزيم اللفات (Coil compacting and Tying Machine) التي تعاقد "الخبراء" على "توريدها" مع شركة (Danieli) ونسوا أن يتعاقدوا على تركيبها، فاضطروا إلى توقيع عقد جديد مع شركة أخرى، ورغم هذا فهي لم تعمل حتى الآن..
أيضاً، لا نستطيع أن ننسى مشروع استبدال شبكة مياه الإطفاء بمصانع الدرفلة الطولية -دون غيرها-، وكأن تربة بقية المصانع ووحدات الشركة "طاهرة" ولا تسبب التآكل أو الصدأ، وهو أمرٌ عجيب!! كيف استطاع أولئك "الدهاقنة" أن يقنعوا ذروة سنام الشركة بهذا المشروع، ولم يعمم على بقية شبكات مياه الإطفاء..!!!.
وغيرها الكثير والكثير من المآسي والفضائح..
الإدارة العليا لا يهمها شيء سوى "تبييض" وجهها بـ"التشغيل" أمام "الوزير"، الذي "يطنش" بأنفه ولا يهتم لهذه الشركة ولا يأبه لها ولا لما يحدث فيها، وكأنه يقول : (وانسى اللي نساك)..
اليوم.. 2012/07/25م.
مقاول تنفيذ صيانة الحمامات والمراحيض بمصنع القطاعات، يوجه معاول "الهدم" و"التخريب" لهذا المصنع، بإحداث خطوط أنابيب لتصريف مياه المجاري، بدل الخطوط الأصلية التي لا ولم ولن يستطيع هو وأمثاله أن يأتوا بمثلها ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً..
يجري هذا في غياب "مشبوه" للمسؤولين عن هذا العمل، وتكتم كأنه تواطوء أكثر غموضاً من الجهات المسؤولة عن المشاريع في الشركة..
هناك خرائط موجودة لهذه الحمامات والمراحيض، وبإمكان الجهة المسؤولة أن تلزم المقاول باتباع التصاميم الأصلية وعدم الخروج عنها، ولكن لا أحد يهتم، فإذا كانت أقصى اهتمامات مفوض عام الشركة تقف عند البوابة والأسوار والأسلاك الشائكة، فكيف بمن تحته ودونه..
نقول هذا بغاية المرارة والحزن ونحن شهودُ على "دمار" هذه الشركة، ونتذكر أبرهة الحبشي وفيله الذي أراد به هدم الكعبة..
فهل لنا بـ"طيرٍ" أبابيل، أو أمرٍ من الله فينصرف الفيل؟؟.. قبل أن يأتي على بقية الشركة ويجعلها كـ"عصفٍ مأكول"؟؟..
اللهم هل بلغت...
اللهم فاشهد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق