السبت، 28 يوليو 2012

استعادة المقص البندولي..


بعد أن أشرت في مقالة (ألم تر كيف فعل فيل أبرهة بشركتنا؟) إلى ما حدث لآلتي المقص البندولي -Pendulum Shear- وتحزيم وتربيط لفات الأسياخ -Coil compacting and tying Machine-، ذكر لي بعض الإخوة المتتبعين لأحوال المصنع، بأن إحدى آلتي المقص البندولي قد اشتراها أحد تجار الخردة، وهي موجودة على الطريق الثقيل ظاهرة للعيان، ولم يؤكد وجود الأخرى..
قررت أن أبحث عن الآلتين، ولحسن الحظ وجدتهما في نفس محل التخريد..
الآن...
المطلوب العمل على استعادة هاتين الآلتين، وصيانتهما وإعادة تركيبهما في مكانهما من جديد، لأن فقدهما لا يعوض..
سيتحجج بعض أنصار "التخريد" بأن المصنع يعمل بدونهما منذ سنين، فلماذا تثيرون هذا الموضوع الآن؟؟..
نقول إن الفوضى السابقة التي تبناها المسؤولون المتعاقبون على الإدارة، هي التي أرست هذا المفهوم الخاطيء، وهو لا يفيد إلاَّ بعض الكسالى الذين لا يريدون اتعاب أنفسهم لأجل العمل وفق المعايير الموضوعة من قبل المقاول الأصلي..


أما أصول العمل فتقتضي استعمال المقص البندولي في بداية كل تجربة تشغيل بعد أي تعديل بالخط، حتى يكون الفاقد في حالة الخطأ محدود وقد لا يتجاوز (1.5) متر من مجمل طول العرق البالغ (12) متراً، وفي هذا توفير في تكلفة الانتاج..
أما عندما يحدث خطأ درفلة -Missroll- فإن استعمال المقص البندولي يساهم كذلك في تقليل الفاقد، بحيث يعاد باقي العرق إلى الفرن، في عملية "متعبة" قليلاً وتحتاج إلى مزيد التطوير والتحسين حتى تصبح سهلة ميسرة.
وكانت مشكلة صيانة المقص هي التي عجلت بقرار التخلص منه، حيث فشلت كل محاولات الإدارة في التغلب على مشاكل هذا المقص، ليس بسبب استحالة صيانته وإصلاحه، ولكن بسبب عدم البحث عن "جذر" المشكلة الحقيقي، أو عدم الجدية في حل المشكلة أصلاً، والتي قد تكون في الغالب أخطاء بشرية، دفعت الآلتين ثمنها..
إن سبب مطالبتنا استعادة هذه الآلات هو ثقتنا التامة في أن التغيير سيعيد لها مفعولها، الذي سيعود على الشركة بتقليل تكلفة الانتاج، وذلك بتوفير مادة العروق وتقليل الأضرار التي يسببها خطأ الدرفلة، وكلاهما يتناسب مع طول العرق المدرفل..
ونحن نطالب بتدارك هاتين الآلتين قبل ضياعهما في سوق الخردة، ثم يلحقنا الندم إن أردنا الإصلاح فيما بعد..
آلات ضرورية لتشغيل سليم ترمى في محلات التخريد، وآلات تشترى من شركة ويتعاقد على تركيبها مع شركة أخرى، ثم لا تستعمل..!!!.
آلة تحزيم وتربيط لفات الأسياخ، تم توريدها من شركة (دانيللي) الإيطالية، وتم التعاقد على تركيبها مع شركة من دول البلقان، ثم تحال إلى التقاعد لعدم الحاجة إليها..!!
فأين "الرشد" وأين "السفه"..
أدركوا الآلات قبل الفوات..
اللهم هل بلغت..
اللهم فاشهد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق