الاثنين، 16 يوليو 2012

حديث اليوم.. عليَّ وعلى أعدائي يا رب.. وانهار المعبد* على من فيه...

هذا ما يحدث في الشركة الليبية للحديد والصلب اليوم..
وهو مصداقُ قوله تعالى:
(وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)..
أشرنا في المقال السابق إلى (أننا أمام "قطار" داهمٍ "هائجٍ"، انطلق من عقاله بلا تحكم، لا يصده شيء حتى يُحدث "كارثة"، لا يستطيع بشرٌ أو حاسوب أن يقدر مداها، وما ورد في أحد منشورات المفوض العام دليلٌ دامغٌ على أن هذه الإدارة تسير بالشركة إلى مصير "مجهول"..).
واليوم سمعنا أن أحد مسؤولي الدرفلة الطولية، يطلب الإذن في استعمال بعض المعدات والقطع "المخزنة"، بعد أن يتم فكها من وحدة الدرفلة المدمجة (monoblock mill) المزمع تركيبها في الخط (B) لدرفلة الأسياخ..

هذه المعدات والقطع هي على ذمة "المقاول" شركة (Siderimpes)، التي شرعت في الفترة القريبة الماضية في الأعمال المدنية لذلك الخط، أي أنها -المعدات والقطع- مخصصة لمشروع لم يستكمل بعد، بل هو في مراحله الأولية جداً..
إن هذه الفوضى العارمة التي تجذرت وتغلغلت في عقول هؤلاء، والتي لم تجد من يوقفها عند حدها، ستأتي على الأخضر واليابس في هذه الشركة..
سيادة أو سعادة المفوض العام مشغولٌ "جداً" بمتابعة "مواظبة العاملين" و"البوابات"، وترك لبقية أتباعه الحبل على الغارب، وأطلق لأيديهم العنان، ليعيثوا في الشركة فساداً وإفساداً (بعلمً أو بغير علم)..
لقد أثرنا منذ مدة طويلة ما يحدث لمصانع الدرفلة الطولية من تدمير "مثيرٌ للشك"، وسلطنا الأضواء على خط درفلة الأسياخ بالذات، ولكننا لم نرى إلاَّ تمادياً في التدمير والتخريب..
إن الجرأة التي يملكها هؤلاء المسؤولون في  الشركة، تضعنا أمام سيناريوهات ثلاث:
إما أن هؤلاء المسؤولين يعتقدون صحة ما يقومون به، فتلك طامة كبرى أن تنقلب الموازين عندهم..
وإما أنهم لا يعقلون ما يقومون به، فلا يستطيعوا أن يميزوا بين الصح والخطأ !!!....
وإما أنهم يدركون جيداً ما يقومون به -وهذا مستبعد-، وهم بذلك يريدون أن يهدموا المعبد* على من فيه..
لقد حذرنا من تشغيل خط الأسياخ (A)، وهو لم يتم استلامه من المقاول، حسب علم أكثر العاملين وبعض المسؤولين بالدرفلة الطولية..
إن حجم العيوب والأعطاب التي حدثت بالخط الجديد، تكاد تفوق ما حدث للوحدة القديمة طيلة تاريخها..!!!.
أيعقل أن يتدخل المهندسون والفنيون في إصلاح وصيانة هذه الوحدة قبل استلامها "رسمياً" من المقاول.؟؟.
أيعقل أن يكتشف المهندسون والفنيون أخطاء في تجميع هذه الوحدة، حتى قبل أن تشغل.؟؟.
أيعقل أن يتواصل المسؤولون -عن بعد- مع المقاول ليشرعنوا ويقننوا ما قاموا به، حسبما سمعنا.؟؟.
فما بال هؤلاء المسؤولين يتمالؤون على هدم هذا البنيان؟؟.
هل يدري المفوض العام بما يحدث في الدرفلة الطولية؟؟.
مدير عام الدرفلة الطولية غارقٌ إلى شحمة أذنيه في مشاكل هذا الخط، لماذا لا يحال إلى التحقيق والمسآءلة؟؟..
مسؤولون آخرون كذلك متورطون في هذه الكارثة...
لماذا لا تتم المحاسبة.. قبل "خراب روما".؟؟.
نحن لا نطالب بالقصاص أو العقاب، وإنما نطالب بسرعة إيقاف هذا التخريب والتدمير...
لا نريد أن نفتح الملفات الآن، بل نطلب مجرد "لجم" هؤلاء عن ممارسة هوايتهم العابثة المدمرة..
هذا المشروع "فاشلٌ" منذ بدايته، لأنه قام على باطلٍ يراد به تغطية فشلٍ ذريع في إدارة هذا المصنع وغيره، وكلما حاول المسؤولون أن يغلقوا هذا الملف، انكشفت الأخطاء وبانت العورات، ذلك أنهم يبحثون عن حلولٍ سيئة ويهربون من السبب الحقيقي، الذي يكاد يكون معلوماً لدى الكثيرين من العاملين بالإدارة...
يا سادة كفانا " تربيشاً " لمصانعنا، كفانا "فوضى" في إدارتنا، كفانا "هدماً" لمعبدنا*..
نصرخ فيكم أن:
ارفعوا أيديكم "العابثة" "المدمرة" عن مصانعنا...
كفاكم "إيذاءاً" لمعدات مصانعنا ..
احتفظوا بـ "علومكم" و "مهاراتكم" و "خبراتكم" لأنفسكم..
نحن في غنىً عنها...
إنكم "تتلاعبون" بـ"ملايين" الدينارات أو الدولارات، وتهدرونها لتغطية عجزكم وفشلكم..
آن الآوان أن تراجعوا أنفسكم وتكفوا شروركم..
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا..
اللهم هل بلغت...
اللهم فاشهد...
------------------------------------
* المعبد هو المكان الذي حوكم فيه "شمشون" بتدبير من محبوبته "دليلة"..

هناك تعليقان (2):

  1. فعلاً أخي... انه تدمير ممنهج من عقليات قاصرة عن كل شيء مفيد.
    ما يحدث بالدرفلة الطولية يدمي القلب... فهل من منقذ لهذا العبث والفساد الكبير.

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً أخي عزالدين على مرورك واهتمامك..
      يبدو أن القطار الهائج قد قرب أن يصل إلى محطة النهاية، ذلك بفضل وفعل العقليات التي لا يشغلها سوى هاجس التوقف عن التشغيل، حتى لكأن هؤلاء القوم صرعى لمرض نفسي وعقلية سادية تدميرية..
      عندما ترى علية القوم وهم يعتقدون المنكر معروفاً والمعروف منكراً، فـ"توسد جردك" وانتظر ساعة الانهيار..

      حذف